فضاء حر

في عمران .. غابت الدولة ظهرت المليشيا

يمنات
كان مريعا خطف مسلحين حوثيين في عمران الصحافيين في ” مأرب برس” يوسف حازب ، ويوسف القحمي، ومصادرة ادواتهما الصحفية وأكثر من ذلك احتجازهما ليومين ثم اطلاق سراحهما بضمانة وتعهدات من اقاربهما، وفق بيان نقابة لصحفيين.
الصحافيان يعملان في موقع يديره الجهاز الإعلامي للجنرال محسن نعم، لكن ذلك لا يبرر كل هذا السلوك العدواني القمعي لحرية الصحافة.
وسجل الانتهاكات في عمران لا يرصد فقط هذه الحالة فرائحة تطرف المليشيا، بدت تفوح بقوة، وبلغت مستوى خطير للغاية بالاعتقال المخزي الذي نفذه المسلحون الحوثيون للفنان نبيل العموش وارغامه على توقيع تعهد بعدم الغناء واحياء حفلات العرس.
ولم تكن حالة الفنان العموش هي الوحيدة فبحسب بيان مكتب الثقافة سبق الحادثة ” حالات مداهمات لعدد من حفلات وقاعات الأعراس في أكثر من منطقة منها مدينة عمران ومدينة حبور ومنطقة نجر بعيال سريح وقامت عناصر الحوثي خلالها بتهديد الناس واختطاف الفنانين والمنشدين ونهبت أو أتلفت أجهزتهم الصوتية وأوقفت أعراسهم”.
قمع الحريات بهذه الصورة السافرة بذرائع ليست من الإسلام في شيء لها تاريخ أسود، سبقكم فيه كثير من الحنابلة قديما وتاليا التيارات السلفية المتطرفة والجماعات الإرهابية التي ظهرت في اوقات مختلفة وصالت وجالت واشاعت القمع والفساد ثم استقرت في مزبلة التاريخ، فلماذا تكرروا هذه المشاهد اليوم؟
انتهاكات رعنا من هذا النحو لا يمكن ان تقدمكم بوصفكم اصحاب مسيرة قرآنية، بل ستقدمكم للناس بوصفكم مليشيا مسلحة تمارس يوميا انتهاك الحريات والقانون بما يقود إلى التأسيس لانقسامات طائفية وربما انهيار الدولة.
حتى الآن لم نسمع قياديا في “جماعة انصار الله” يشرح ملابسات هذه الانتهاكات.. أو تبريرها من وجهة نظرهم، فالجميع سكتوا حيالها، ربما شعروا بالخجل وربما اخذتهم العزة بالإثم.
ينبغي ألا يمضي هذا السلوك العدواني دون ادانة ودون محاسبة الفاعلين.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى